في أواخر سبعينيات القرن الماضي وأوائل ثمانينياته كنت قد كتبت عددًا من الحواريات الإسلامية، رحبت بها ونشرتها مجلة ( الدوحة ) القطرية واسعة الانتشار ، والتي مالبثت أن أقفلت فتوقفت عن الاستمرار في كتابتها ثم مالبث معظمها أن تعرض للضياع في أعقاب ماشهدته الموصل، وبضمنها داري من فتن وويلات.
الآن بعد مرور مايقرب من الأربعين عاماً على كتابة الحلقات الأولى من الحواريات إذا بي أجدني فجأة أمام هاجس ملح في الإستمرار على إنجاز جملة من الحلقات الأخرى، فأشمر عن ساعد الجد وأتفرغ لتلبية النداء، وأواصل الكتابة في الموضوع حتى تحقق في ثلاثين حلقة هي هذه التي يجدها القارىء الكريم في مؤلفي هذا الذي يحمل عنوان ( حواريات إسلامية ).
أدرت الحوار على جملة من الموضوعات التي سبق وأن أنجزتها لعدد من مؤلفاتي، فأضفت اليها من خيالي ماوسعني أن أبتكره وفق صيغ شتى، وأخرجت بالتالي هذا الكتاب الذي يستهدف إقناع المتشككين وأنصاف المؤمنين بمصداقية كل مايقوله هذا الدين المعجز بكتابه وسنة رسوله ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) وبرصيده التاريخي الذي ينطوي على جملة من الكنوز قل نظيرها في المذاهب والفلسفات والأديان الأخرى.