إنَّ هذا الكتاب يُحقَّق لأول مرة على نسخة بخطِّ مؤلِّفه أبي التُّقى البدري (894هـ = 1488م)، مع ستِّ نسخ خطيَّة أخرى. ويكاد يكون أهم كتاب عن دمشق حتى نهاية عصر المماليك، لما تضمَّنه من تفصيلات تاريخية وإدارية وآثارية وعمرانية واجتماعية واقتصادية ودينية وجغرافية وأدبية وعلمية. وأطنب فيه المؤلِّف بذكر دمشق وقراها وريفها وغوطتها ومقابرها، وتحدَّث من خلال ذلك عن عشرات من نباتاتها وأزهارها وفواكهها ومزروعاتها، كما أتى على ذكر متنزَّهاتها الرائعة. وفصَّل في الأشعار عنها لدرجة أننا نجد أنفسنا أمام ديوان شعر نادر. وفي الكتاب قضايا تشويقية وتوثيقية بيَّنت أماكن كانت بحكم الألغاز عند المؤرِّخين. إلى غير ذلك من الميزات المبهرة التي جعلت هذا الكتاب أصلًا من أصول تاريخ مدينة دمشق المديد العريق.